إعصار "ميليسا" يضرب الكاريبي ويخلف عشرات القتلى ومئات الجرحى

إعصار "ميليسا" يضرب الكاريبي ويخلف عشرات القتلى ومئات الجرحى
إعصار "ميليسا" يضرب الكاريبي

دمر الإعصار العنيف "ميليسا" أجزاءً واسعة من منطقة الكاريبي، موقعًا ما لا يقل عن 50 قتيلًا ومئات الجرحى، قبل أن يغادر الأراضي الكوبية متجهًا نحو جزر الباهاماس، وسط مخاوف من أن يتحول إلى عاصفة أكثر خطورة خلال الأيام المقبلة.

وتعيش المنطقة منذ بداية الأسبوع كارثة إنسانية نادرة الحدوث، بعدما اجتاح الإعصار كلاً من هايتي وجامايكا وكوبا، تاركًا وراءه دمارًا هائلًا وناجين يكافحون وسط الركام والطين، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الجمعة.

بدأ سكان شرق كوبا بإزالة الأنقاض وتنظيف الشوارع التي امتلأت بالأشجار المتساقطة والمنازل المهدمة بعد مرور الإعصار الذي وصلت سرعة رياحه إلى 155 كيلومترًا في الساعة.

وانقطعت الكهرباء بشكل كامل عن مدينة سانتياغو دي كوبا، ثاني أكبر مدن البلاد، في حين فاضت الأنهار وتحوّلت بعض الأحياء إلى بحيرات موحلة بلغ فيها منسوب المياه مستوى الخصر.

وأكدت السلطات الكوبية أن الإعصار تسبب في أضرار جسيمة في البنية التحتية، وأجبرت السلطات على إجلاء أكثر من 735 ألف شخص من المناطق المهددة بالفيضانات والانهيارات الأرضية.

مأساة في هايتي وجامايكا

في هايتي التي لم يضربها الإعصار مباشرة، أدت الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة إلى مقتل 30 شخصًا، منهم عشرة أطفال، بحسب الدفاع المدني، في حين لا يزال 20 آخرون في عداد المفقودين.

وجرفت السيول منازل في منطقة بيتي_واف الساحلية، وقال أحد السكان، ويدعى ستيف لويسان، لوكالة فرانس برس: "قضى أشخاص وجرفت المياه بيوتهم أمام أعيننا، لم نستطع إنقاذ أحد".

أما في جامايكا، فقد أكد مسؤولون أن الإعصار حصد 19 قتيلًا على الأقل، معظمهم في المناطق الغربية، حيث انهارت منازل ومبانٍ عامة بفعل الرياح العاتية، ودُمر أحد المستشفيات في مونتيغو باي بالكامل.

وقالت وزيرة الإعلام دانا موريس ديكسون إن الدمار في غرب البلاد "كبير وغير مسبوق"، مضيفة أن العاصمة كينغستون "نجت من الأسوأ"، لكنها حذرت من "أزمة إنسانية طويلة الأمد" في المناطق المنكوبة.

كارثة طبيعية غير مسبوقة

أكد دينيس زولو، منسق الأمم المتحدة في دول الكاريبي، أن ما حدث في جامايكا "غير مسبوق منذ نحو قرن"، موضحًا في مؤتمر عبر الفيديو أن "الأضرار شملت الطرق وشبكات الاتصالات والطاقة والمياه"، مضيفًا أن "البلاد تواجه واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخها الحديث".

وأشارت تقديرات أممية أولية إلى أن نحو 25 ألف شخص يعيشون في الملاجئ المؤقتة، في حين دُمّرت آلاف المنازل والمزارع كليًا.

وسط هذه المآسي، تحدث وزير الحكم المحلي ديزموند ماكنزي عن “قصة أمل صغيرة”: "وسط هذا الدمار، وُلدت طفلة في أحد الملاجئ بأمان، وقد سمّتها أسرتها ميليسا".

تضامن وتحذيرات مناخية

أعلنت الولايات المتحدة إرسال فرق إنقاذ ومساعدات عاجلة إلى الدول المتضررة، وقال وزير الخارجية ماركو روبيو عبر منصة "إكس": "نحن على اتصال وثيق بحكومات جامايكا وهايتي وجزر الباهاماس، ونرسل فرق استجابة وإمدادات حيوية. قلوبنا مع شعوب الكاريبي".

كما أعلنت بريطانيا عن تخصيص 2.5 مليون جنيه إسترليني مساعدات طارئة لدعم جهود الإغاثة.

وحذر خبراء المناخ في الأمم المتحدة من أن ارتفاع درجات حرارة سطح المحيطات أسهم في تعزيز قوة الإعصار "ميليسا"، مشيرين إلى أن العواصف المستقبلية قد تصبح أكثر شراسة وإن لم يزد عددها.

خطر متواصل للإعصار

يتحرك الإعصار حاليًا نحو جزر الباهاماس بسرعة متزايدة، وسط توقعات بأن يتحول إلى عاصفة مدمّرة قبل وصوله إلى برمودا مساء اليوم الجمعة.

وأطلقت السلطات في تلك الجزر إنذارات مبكرة للسكان، مطالبةً بإخلاء المناطق الساحلية والتأهب لأمطار قد تتجاوز 500 مليمتر خلال يومين فقط.

وقال المركز الوطني للأعاصير الأميركي إن "ميليسا" أصبح من أقوى الأعاصير المسجلة منذ 90 عامًا، مشيرًا إلى أن قوته عند ضربه جامايكا كانت مساوية لإعصار "لايبر داي" الذي دمّر جزر فلوريدا كيز عام 1935.

كارثة إنسانية في الأفق

في الوقت الذي يغادر فيه "ميليسا" كوبا تاركًا وراءه مشهدًا يشبه نهاية العالم، تواجه حكومات الكاريبي تحديًا هائلًا لإعادة الحياة إلى طبيعتها.

ففي المناطق التي كانت تعيش أصلًا تحت وطأة الفقر، تأتي هذه الكارثة لتزيد من معاناة آلاف العائلات التي فقدت مأواها ومصدر رزقها.

ويؤكد مسؤولو الأمم المتحدة أن "الاحتياجات الإنسانية ستستمر لشهور"، وأن الدعم الدولي "يجب أن يكون طويل الأمد لضمان إعادة البناء وحماية الأرواح".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية